تقوم الحياه في كلِّ ميادينها على العلاقات المتبادلة بينَ البشر ، وعلى التفاعل المستمر بينَ العقول والأذهان ، والنفوس ، ولعلَّ الزواج ، أهم علاقة بينَ البشر ، لأنه البذرة الأولى التي تنبثقُ منها بقية الغراس ، والثمار ، لذلكَ لابدَّ لكلِّ طرف من حفظِ خريطةِ الطرف الآخر ، وفهم مكنوناتهِ النفسية والعاطفية والشعورية ، فهماً عميقاً ، لصقلْ أسلوب الحوار وطريقة التعاون ، والوصول إلى العلاقة الانسانية السامية التي ترفعُ المجتمعاتْ ، وتنهضُ بالأفرادِ وتصنعُ الأمم الرائدة والحضارات الخالدة
قديماً كانَت هالة التقديس والعلو تحيط بالمرأة ، لذلك نجد أنَّ التماثيل القديمة كانت منحوتة بأشكال أجساد أنثوية ، ويعود السبب في هذا التقديس ، لاعتقادهم أنَّ المرأة هي ، وهي التي تلد الأجيال ، وتمنحهم الحياه ، والعلم ، ولكن مع الوقت فَطِنَ الرجلْ أنَّ المرأة لاتستطيع الانجاب بدونه ، كما أنه هو الذي يدفع الوحوش ، والخطر عنها ، ومن هنا بدأت مطالبة الرجل بالمساواة بينه وبينَ المرأة ، وبعد المساواة ، بدأت حركة السيطرة ، والنزعة الذكورية تأخذ مجرى الاضطهاد للمرأة والظلم ، ومع الزمن ، ظهرت عند المرأة نزعة القهر والرغبة بالمساواة ، ومن هنا ظهرت حركة التحرر التي قادت إلى انفتاح المرأة على الطريق الخطأ ، والأبتذال والاستغلال ، بحجة التحرر ، ولا زال كل طرف يحاول فهم الطرف الآخر ..
، وحتى يكتمل هذا الفهم يجب أن نعتقد يقينا أنه يتكون من شقين متوازيين في الاهمية ، الأول فهم الرجل للمرأة ، وفهم المرأة للرجل ، وهنا سأعرض بعض الطرق لفهم شخصية الرجل بشكل عام ..
1- الرجل مباشر :_ تميل المرأة إلى التلميح ، والدوران حول الحقيقة ، فهي بطبيعتها الفسيولوجية تعتقد أنَّ الشخص الذي يحبها سيقرا أفكارها ، ولكنَّ هذا لا يحصل لأنَّ الرجل يقرأ العناوين وليسَ ما بينَ الأسطر ، والدليل أنه إن أراد شيئاً ما فإنه سيطلبه بطريقة مباشرة ، ومختصرة ، ولن يضع مقدمات ، وجمل تمهيدية لطلبه ، لذلك على المرأة تفهم هذا الجانب ، المخالف لشخصيتها الطبيعية ، ولا تغضب عندما يعجز الرجل عن فهم تلميحاتها المستمرة ’ بل إنَّ أفضل طريقة للتعامل مع سوء الفهم هو أن تواجهي الرجل ، ولا تقلقي هذا لن يشعره بالنقص أو الغضب بالعكس سيتقبله ، ويفخر بك .
2- الرجل عام :_ المقصود بعام أنه لا يلاحظ أو يتذكر التفاصيل الدقيقة ، فالمرأة عندما تصف فستان ، ستذكر كل الألوان الموجودة فيه ، وعدد الأزرار ، ولونها ، وشكلها ، وقصة القبة ، وقصة الفستان العامة من الأعى ومن أسفل ، وطوله ، وقماشه .. وأشياء أخرى أيضاً ، أما الرجل فقد يصف الفستان بثلاث كلمات فقط ، وهذهِ طبيعة الرجل فهو خٌلقَ ليكون عملياًُ ويتعامل مع الأشياء باختصار ومباشرة ، وهو يرى أنَّ أي تفصيل مهم ، لا داعي لذكره أو تذكره على أية حال .
3- الرجل يعمل ولا يتحدث :_ يقوم الرجل بفهم وتطبيق حياته من خلال العمل والإنجاز ، فهو لا يتحدث كثيراً ، حتَّى عندما يتعلق الأمر بمشاعره ، فهو لا يبوح بها على شكل جمل طويله رومانسية كما تفعل المرأة ، هو فقط يهتم ، ويلبي الطلبات ، ويوجز في كلمات الشكر والثناء ، أما الأنثى فهي تميل للحديث عن مشاعرها ، وعواطفها ، وتحب تكرار القصص الجميلة ، والذكريات المبهجة ، والرجل أحياناً كثيرة سيفضل السكوت والإستماع لذلك لا ترهقيه بجلسات طويلة مملة من الحديث .
4- افهمي لغة الجسد :_ جسد الانسان يتحدث عنه في كثير من المواقف ويمكنك فهم ما بداخل الرجل إذا استطعتِ قراءة حركاته ، ومن هذهِ الحركات .. 1 - نظرة العيون الى الأعلى واليمين: تعني هذهِ الحركة غالباً الكذب، الاختلاق أو التخيل، أي أنَّ الرجل لا يقول الحقيقة في هذهِ اللحظة . 2- تعديل الملابس، كتحريك ربطة العنق، أو الياقة: وهي تمثل محاولة للفت الانتباه وكأنه يطلب إهتمامك لتفاصيل تعبر عن شخصيته مثل ملابسه أو عطره. 3- أن يتجول بنظره بالمكان: هنا كأنه يقول أنا موجود، وأيضاً يحاول إبداء عدم إهتمامه في حين أنه يطلب إهتمامك به. 4- تأبط الذراعين (يضع ذراعيه فوق بعضهم): هذهِ تعد وضعية دفاعية خالصة وقد تفسر أحياناً بوضعٍ عدواني.
إنَّ فهم الآخر سواء الرجل أو المرأة أو الأطفال فكرة نشأت من رغبة الانسان في التواصل ، واقامة العلاقات الودية والإنسانية ، وعلينا دائماً أن نسعى لدراسة من حولنا ، وتقبل افكاره وآرائهم وشخصياتهم حتى لو كانت غير مفهومة بالنسبة لنا ، لأنَّ الله خلقنا مختلفين بناء المجتمع ، وليكون الابداع ، والابتكار والنجاح .
المقالات المتعلقة بكيف افهم الرجل